نحو رؤية جديدة لتطوير الخدمة الإرشادية في مجال تحقيق الجودة التسويقية للحاصلات الزراعية المصرية وإمكانية تطبيقها على الإرشاد الزراعي في الأقطار العربية

المستخلص:

يمكن تعريف الجودة للمنتج الزراعي بشكل عام على أنها عبارة عن مزيج من الميزات، والخصائص التي تعطي للمنتج الزراعي قيمة، وأهمية؛ لاستخدامه كغذاء للإنسان والحيوان، أولاستخدامه في الترويج والتجميل، أو في الصناعة. وقد ركزت غالبية الجهود البحثية، والإنتاجية، على تطوير الإنتاج وزيادته، من حيث الكم، دون الاهتمام بالكيف وبالتالي لم تعط للجودة أي نوعية من الاهتمام الواجب، مما أدى إلى حدوث فجوة كبيرة بين الإنتاج والتسويق، وتسببت تلك السياسات في عدم ربط الإنتاج باحتياجات السوق ومتطلباته.

ومما ساعد على شيوع الأمور سالفة الذكر، الفهم الخاطئ لدى الكثيرين لمفهوم اقتصاديات السوق، والتي تعني عندهم؛ غياب دور الدولة، والتحرك بحرية وانطلاق، بلا ضوابط أو روابط، أو تحكم مركزي من الدولة لضبط الإيقاع، وضمان الالتزام بمعايير الجودة، وحماية البيئة وحماية الاقتصاد القومي. وتفرض التطورات الجارية، الحاجة إلى صياغة جديدة لدور العاملين بالخدمة الإرشادية الزراعية؛ لتحقيق الكفاءة والجودة في تسويق الحاصلات الزراعية بالاهتمام بالمجالات الإرشادية المستحدثة، أو ما يعرف بالإرشاد التسويقي، بما يتلاءم مع تحقيق الأهداف القومية في ظل العولمة، وتعاظم التحديات أمام القطاع الزراعي المصري، والفرص المتاحة لإدماجه في الاقتصاد العالمي.

ومن هذا المنطلق، ووفقاً للأدوار التي يقوم بها الإرشاد الزراعي، باعتباره أحد الأجهزة التنموية، التي يمكن أن تلعب دوراً هاماً في رفع الكفاءة الإنتاجية والتسويقية، لمزارعي ومنتجي الحاصلات الزراعية، عن طريق تثقيفهم، وتوعيتهم بكل ما هو جديد؛ لتحقيق الجودة في الإنتاج الزراعي، ومنتجاته، من خلال مجموعة من المهنيين والباحثين، والقادة المحليين بغرض الارتقاء بمستوى معيشتهم، وذلك بإحداث التغيرات السلوكية المرغوبة معارف - اتجاهات - ممارسات في المجالات الإنتاجية والتسويقية، وبعض المهارات الإدارية المختلفة.