قدم العالم وحدوثه عند ابن ارشد (1198-1126)
التنزيلات
الملخص :
ليس من المبالغة في شيء القول بأن مشكلة قدم العالم وحدوثه تعد واحدة من أدق وأصعب المشاكل التي دار حولها الخلاف بين المتكلمين والفلاسفة، فقد أثبت الفارابي وابن سينا من بعده قدم العالم بالضدّ على المتكلمين، معتزلة وأشاعرة وغيرهم وكفرهما الغزالي في كتابه الشهير تهافت الفلاسفة وعاد ابن رشد للدفاع عن الفلسفة وتبنى نظرية قدم العالم وقدم لها براهين جديدة خالف بها الفارابي وابن سينا، وأعاد صياغة النظرة الأرسطية للعالم بوجهة نظر إسلامية، نظراً لصلة خلق العالم بالدين. وقد ظهر هذا الخلاف إلى حيز الوجود عندما أراد المتكلمون والفلاسفة معرفة الوجود ومن ثم النظر في أصله وتكوينه وغايته . بمعنى هل العالم قديم «أزلي» أم حادث؟ وهل هو مخلوق، أم غير مخلوق؟ وإذا كان مخلوقاً فهل خلق من عدم؟ ومن خلال هذا التساؤل الفلسفي، سنتعرض لدراسة إشكالية « قدم العالم وحدوثه عند الفيلسوف المسلم ابن رشد من خلال التعرض لمذهبه الفلسفي وتبنيه لهذه الفكرة وكيف قام بمعالجتها وتكييفها بحيث لم تتعارض مع الدين.