الغزو الصليبي الإسباني لليبيا 1510 ـ 1530 م الأسباب والنتائج
التنزيلات
المخلص
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد :
تعد ليبيا من دول شمال أفريقيا التي تعرضت للغزو من قبل المملكة الإسبانية الصليبية المتحدة المستحدثة في أواخر العصور الوسطى، والتي تكونت على حساب الدولة العربية الإسلامية في الأندلس ، حيث استطاعت أن تقضي على جميع الدويلات العربية الإسلامية الضعيفة الواحدة تلو الأخرى، وكانت آخر هذه الدويلات مملكة غرناطة الإسلامية عام 1492م، ومنذ ذلك الوقت تمكنت المملكة الإسبانية من تحقيق وحدتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، مما كان له أثر كبير في ازدياد الروح الوطنية بينهم وشعورهم بالاندفاع وراء هذا الانتصار والمغالاة في الشعور الديني ، ونجحت نجاحاً منقطع النظير في السير قدماً لفرض الديانة المسيحية على جميع سكان البلاد ولم تحترم المسلمين في دينهم وأقامة شعائرهم الدينية وغلقت المساجد وحرقت الكتب الإسلامية الموجودة بمدينة غرناطة والتي تقدر بمئات الآلاف ولم يبق منها ألا كتب العلوم الطبية ، وبذلك هتكت كل المواثيق الإنسانية مما اضطر عدد كبير من المسلمين للهجرة الى البلاد العربية في شمال أفريقيا ، ولم يبق الأسبان على ترك المسلمين فى حالهم بل أنهم ضلوا يتبعونهم الى الدول التي هاجروا إليها وخاصة في المدن الساحلية في شمال القارة الإفريقية المواجه لهم . وازداد الأسبان رغبة في مطاردة العرب المسلمين للتنكيل بهم والقضاء على الدين الإسلامي ومطاردتهم اينما وجدوا ، وانضم إلى هذه الحركة أنصار البابوية في روما وشاركت فيها كل الطوائف النصرانية ، ألا أن الكاثوليك كانوا في المقدمة ، حيث كانت رغبة الانتقام من العرب المسلمين على الأخص تدفعهم دفعاً قوياً ، وتبدوا واضحة في أعمالهم الهمجية التي يرتكبونها في كل بلد تمكنوا من احتلاله ، واتخذت بذلك شكلاً صليبيا ، وبذلك فكروا في الاستيلاء على المقاطعات الواقعة في الشمال الإفريقي . وتضمنت خطة الغزو الاستيلاء على وهران وبجاية وطرابلس .
وفي هذا البحث سنتحدث على الغزو الإسباني على طرابلس ، وسنتناول فيه الموقع الجغرافي لليبيا وأهميته ، والوضع في طرابلس قبل الهجوم الإسباني عليها ، والوضع في إسبانيا قبل قيامها بغزو طرابلس ، وأسباب الغزو ، والاستعداد للحرب من الجانبين . وأحداث المعركة، والمقاومة الشعبية ضد قوات الاحتلال، ووضع الأسبان في طرابلس بعد الاحتلال ، بالإضافة إلى المقدمة والنتائج والمصادر والمراجع المستخدمة في البحث .